ونحن نرى أن الكتاب الرقمي لم يظهر إلى الوجود كفكرة مستقلة بذاتها لتكون بديلا عن الكتاب التقليدي, فقد ولد الكتاب الرقمي وتطور في سياق التطور الهائل لتقنيات الاتصال والحاسب وانتشار الإنترنت في العالم أجمع. ويبدو لنا المتطرفون من المحافظين الذين يتجاهلون وجوده كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال هربا من الصيادين, في حين يغالي المتحمسون من أنصار الكتاب الرقمي في توقعاتهم بقرب زوال عالم الورق, وكأنما هو السبب الرئيس لمشكلاتهم الثقافية والحياتية, وفي رأينا أن الكتاب الورقي لن يزول من الوجود كنتيجة مباشرة لتعاظم حضور نظيره الإلكتروني. فمثلما بقيت فنون الرسم التشكيلي الكلاسيكي قائمة بعظمة وسط طوفان الأعمال الفنية الإلكترونية المعاصرة, سيبقى الكتاب التقليدي محافظا على وجوده وسط مسيرة التطور العاصف للتقنيات الرقمية
وقد بدأت دور النشر العالمية الكبرى تبني الكتاب الرقمي دون أن يضعف ذلك اهتمامها بالكتاب العادي, ويوجد اليوم في الأسواق إضافة إلى أجهزة الكمبيوتر المحمول التي تسمح بقراءة الكتب الرقمية عبر الإنترنت أو الأقراص الليزرية, أجهزة صنعت خصيصا لتكون كتاب المستقبل الرقمي, نذكر من هذه الأجهزة تقنية" كيندل" وهو كتاب رقمي ذو أبعاد صغيرة لتسهيل عملية حمله, وأبعاد الجهاز 19×13.5×1.7 سم , وهو يزن 290 جراما, تمكن شاشته عالية الدقة من محاكاة القراءة من الكتاب الورقي في وضوحها, ويستطيع الجهاز أن يخزن 90 ألف كتاب، إضافة إلى العديد من الصحف الأمريكية، البريطانية، والفرنسية التي تصل مجانا إلى القارئ بشكل يومي. وكل ذلك دون أية نفقات للاتصالات التي تتحملها الشركة المنتجة
-يتبع-